الخميس، ٢٥ ديسمبر ٢٠٠٨

أسئلة مهمة وإجابتها

السؤال الأول
ما حكم الخروج للتنزه في أيام الأعياد التي ليست بأعياد المسلمين، وهل تخصيص هذه الأيام بالخروج للتنزه والترويح عن النفس والأهل يكون نوعاً من المشاركة في هذه الأعياد، مع العلم بأن هذه الأيام تكون أيام إجازات من الأعمال وتعتبر فرصة لا تتكرر كثيراً؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه لما رآهم يلعبون في يومين كانوا يعلبون فيها في الجاهلية: (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ) رواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني، رغم أنهم لم يسموهما أعياداً، بل أياماً، ومع ذلك نهاهم عن تخصيصهما باللعب، فلا يجوز الخروج للتنزه في أعياد غير المسلمين؛ لأن هذا فيه تحبيب لأبناء المسلمين في هذه الأعياد، وتعظيم لها، ولا يجوز تعطيل العمل فيها اختياراً من المسلم، ولو أمكنه أن يعمل فيها بأي طريقة فليفعل.

السؤال الثاني

رئيسي في العمل نصراني، وزملائي يقدمون له التهاني والهدايا في أعياده طلباً لوده، واتقاءً لشره، فماذا علي أن أفعل لا سيما وهو يهنئني في يوم عيده، وأخشى أني لو لم أرد عليه أن يتسبب ذلك في أذية لي؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فلا يجوز لمسلم أن يقدم التهنئة لكافر -نصراني أو غيره- بعيده؛ لأن هذه الأعياد تعبر عن عقائدهم الكفرية، فالنصارى يحتفلون بميلاد الرب في عيد الميلاد، وهذا هو القولُ الإِدُّ -أي العظيمُ المنكرُ- الذي قال الله فيه: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا . لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا . تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا . أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا . وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا . إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)(مريم:88-95)، فكيف يتسنى لمسلم أن يقرأ هذه الآيات ويؤمن بها، ويعلم غضب الرب من فريتهم، ثم يقدم لهم التهاني والهدايا بمناسبة فريتهم على الله، بل سبهم له، كما في الحديث القدسي قال الله -عز وجل-: (شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَمَا يَنْبَغِى لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي... أَمَّا شَتْمُهُ فَقَوْلُهُ إِنَّ لِى وَلَدًا) رواه البخاري.

وأقبح من ذلك عيد القيامة الذي يحتفلون فيه بقيامة الرب من الأموات، فعندهم أن المسيح هو الله، وأنه قام في هذا اليوم، أفيجوز لمسلم يؤمن بالله الحي القيوم الواحد الأحد أن يهنئ على ذلك؟!

إن في اعتقاد المسلم صحة تسمية هذه المناسبات أعياداً إقراراً بالكفر ورضا به، ومناقضة لعقيدة التوحيد صراحة، ولذا قال بعض السلف: من أهدى لهم زهرة في عيدهم فقد كفر؛ لاستلزام التهنئة والهدية في العيد الرضا بعقيدتهم الفاسدة، وهل هذا إلا مثل من شتم أحدهم أباه أو أمه، ففي موعد الشتم يقدم التهنئة للشاتم، ويقدم له الهدية، بل -والله- هذا أعظم بلا شك، فقدْرُ اللهِ أعظم من كل مخلوق، ولا يصدر ممن يحب الله -تعالى- أن يهنئ من سبه وشتمه على سبه وشتمه، ولو التزم المهنئ هذه اللوازم كفر والعياذ بالله.

فتوكل على الله وحده النافع الضار، ولا تهنئه، ولا تقدم له شيئاً في يوم عيده، وحسبك الله ونعم الوكيل، هو يدافع عن الذين آمنوا.

أما إذا هنأك بعيده، فلو كانت صيغة التهنئة تتضمن تعظيماً لليوم وتسمية بالعيد، فلا يجوز لك الرد المتضمن للإقرار بذلك، أما لو كانت صيغة عامة كتحية مثل "كل عام وأنتم بخير"، و"كل سنة وأنت طيب"، فالعام والسنة متجدد باستمرار، فلا أرى بأساً من أن تقول: "وأنت بخير" أو "وأنت طيب" تقصد بذلك أن يكون في مثل هذا الوقت من السنة القادمة مسلماً، فهذا هو الخير ولا يكون طيباً إلا المسلم، ولو امتنع من الرد واكتفى بالدعاء له مثل: جزاك الله خيراً لكان حسناً، والدعاء للكافر بالهداية جائز.

ولو هنأ الكافر المسلم بعيد أهل الإسلام فلا حرج أن يرد عليه المسلم بنحو ما ذكرنا؛ لأنه هنأ بعيد حق دون أن يستلزم ذلك تهنئته بعيده، ويجوز أن تقبل هديته لك في عيد أهل الإسلام دون هديته في عيد الكفار، ولا أن تهدي له شيئاً في غيره، وإن أمكنك أن تهدي له في عيد أهل الإسلام أو في غيره تأليفاً لقلبه فافعل.


نقلاً عن موقع صوت السلف

www.salafvoice.com


ليست هناك تعليقات: